Subscribe to UKToday

 

التاريخ

اسم المحاضر

الجزء

عنوان المحاضرة

الرقم

 

    

02/04/2001

ناصر العمر

1 - 1

رمضان مدرسة للأجيال

1

    

    

04/04/2001

سعيد بن مسفر

1 - 1

من وحي رمضان

2

    

    

11/08/2001

محمد الشنقيطي

1 - 1

قيام رمضان

3

    

    

18/08/2001

سعيد بن مسفر

1 - 1

من وحي رمضان

4

    

    

29/05/2001

عائض القرني

1 - 1

كيف نستقبل رمضان ؟

5

    

    

03/07/2001

عائض القرني

1 - 1

هدى الرسول وأصحابة في رمضان

6

    

    

02/04/2001

يوسف القرضاوي

1 - 1

ماذا بعد رمضان

7

    

    

16/05/2001

يوسف القرضاوي

1 - 1

العبادات بعد رمضان

8

    

    

22/05/2001

عائض القرني

1 - 1

هدى السلف في رمضان

9

    

    

18/07/2001

طايس الجميلي

1 - 1

دعاء وداع رمضان

10

    

    

29/07/2001

محمد بن صالح العثيمين

1 - 1

فتاوي رمضانيه

11

    

    

17/07/2001

محمد بن صالح العثيمين

2 - 2

فتاوي رمضانية

12

    

    

17/07/2001

عبدالرحمن السديس

1 - 1

فضل رمضان

13

    

    

04/06/2001

عبدالرحمن السديس

1 - 1

رمضان بين الأمس واليوم

14

    

    

17/07/2001

محمد بن صالح العثيمين

1 - 1

استقبال شهر رمضان ومفطرات الصيام

15

    

    

29/07/2001

سلمان العودة

1 - 1

أستغفر الله... أولادنا في رمضان

16

    

    

13/05/2001

سلمان العودة

1 - 1

فرحة رمضان ... صائمون احتسابا

17

    

    

26/05/2001

سلمان العودة

1 - 1

عشرون وقفه رمضانية - الحلقة الثالثة

18

    

    

04/07/2001

سلمان العودة

1 - 1

عشر وقفات رمضانية - الحلقة الأولى

19

    

    

30/05/2001

محمد بن ناصر الجعوان

1 - 1

رمضان ليس للأكل والفوازير

20

    

    

30/06/2001

مروان القادري

1 - 1

رمضان

21

    

    

28/05/2001

عبدالله حماد الرسي

1 - 1

وداع شهر رمضان

22

    

    

16/05/2001

أحمد القطان

1 - 1

احاديث رمضانيه

23

    

    

13/05/2001

أبوبكر الجزائري

1 - 1

كيف نستقبل رمضان

24

    

    

08/05/2001

عبدالرحمن السديس

1 - 1

فضل رمضان

25

    

    

30/05/2001

عبدالرحمن السديس

1 - 1

وداع رمضان

26

    

    

28/05/2001

محمد بن ناصر الجعوان

1 - 1

مواصلة العباده بعد رمضان

27

    

    

28/05/2001

عبدالله حماد الرسي

1 - 1

استقبال شهر رمضان

28

    


 

 

 

 

 

أهلاً رمضان

الحمد لله القائل : (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). 
والصلاة والسلام على النبي القائل: (للصائم فرحتان· فرحة عند إفطاره· وفرحة عند لقاء ربه) والقائل: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) والقائل: (إن في الجنة باباً يقال له بالريان· يدخل منه الصائمون· فإذا دخلوا أغلق فلا يدخل منه غيرهم).. 
أما بعد: 

فقد هلَّ أشرف الشهور .. بعد طول غياب .. وبعد شوق عظيم .. ذابت الأحداق في انتظاره .. وتمزقت المآقي على فراقه .. وها هو يتقدم .. بين يديه العتق والرحمة والمغفرة من الله جل وعز …

أتاك شهر السعد والمكرمات … فحيّه في أجمل الذكريات 
يا موسم الغفران أتحفتنا … أنت المنى يا زمن الصالحات

أتى هذا الشهر.. ليقول للناس: (إن رحمة اله قريب من المحسنين).. 
أتى هذا الشهر.. ليقول للكون .. كل الكون .. ويقول للدنيا كل الدنيا .. أنا شهر العتق من النار ..
أتى ليضعف الشهوة .. والخطرات الشيطانية .. فتشرق الروح. 
أتى ليذكر المسلم بإخوان له .. أضر بهم الجوع .. فعليه أن يتذكر ما هم فيه من بؤس. 
أتى ليربي النفس· ويزكي القلب؛ أتى ليوحد الكلمة؛ فينساب المجتمع الإسلامي الكبير .. كنهر عذب مورود .. يسقي من ماء إخاءه كل من كان متعطشاً للم الشمل .. وتوحيد الصف..
 أتى هذا الشهر ليكون سلوة للنفوس .. أنساً للقلوب .. روضة للعقول .. بلسماً للهموم ..؛  عزاءً لمن تلطخ بأوحال المعاصي مفتاحاً لمن أراد الطاعة .. مغلاقاً على من أراد الشر والفساد..

فهو يهيء القلوب· والنفوس لتقبل الطاعات .. ومحبة ذلك .. والنفرة عن الذنوب والمعاصي .. يقول ابن القيم رحمه الله: (وكان من هديه صلى الله عليه وسلم  في شهر رمضان· الإكثار من أنواع العبادات· فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن الكريم في رمضان· وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة· وكان أجود الناس· وأجود ما يكون في رمضان)· أ.هـ. (بتصرف). 

أحبتي .. أنا الآن لا أتكلم عن هذا الشهر وأحكامه· إنما أتكلم عن مدى وقع أيامه البيض في صفحاتنا السود .. نعم.. أتكلم عن تربيته لنا .. نعم .. فيا أهل الصيام .. ويا أهل القيام .. أبشروا· وأملوا من ربكم ما يسركم .. 
يا صائماً ترك الطعام تعففاً  أضحى رفيق الجوع واللأواء 
أبشر بعيدك في القيامة رحمةً   محفوفةً بالبر والأنداء 
إن رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما ما لم تؤت الكبائر .. قل لي بربك .. أليست هذه بشرى!!؟.

إن عاتقاً حمل هموماً وغموماً .. وأحزاناً وآلاماً .. وذنوباًومعاصياً .. لعاتق منهك .. ضعيف .. يحتاج إلى العون .. والنصرة .. ولا يطلب العون ولا النصرة إلا من الله سبحانه وتعالى.. 
كم هو سعيد ذلك العبد حينما يلقي على عاتقه هذه الهموم والغموم .. 
كم هو سعيد حين تغمره رحمة أرحم الراحمين .. ويكون من المعتقين .. 

أحبتي .. إن ميزان السعادة الحقيقية هو: مدى طاعة العبد لربه..· فإذا أردت أن تقيس مدى سعادتك في حياتك .. فانظر إلى معدلات طاعتك لربك .. فإن كانت جيدة· فأنت سعيد .. وإن كانت غير ذلك .. فأنت … على طريق الشقاء… 
وبعدما تقدم أخلص معكم أجبتي نجياً .. إلى ما أريد من هذه الرسالة المتواضعة .. فأقول .. هذه رمضانيات لكل مسلم· ومسلمة .. يحتاج إليها الشيخ الكبير والشاب الطرير· والحدث الصغير ..· والأم والأخت· والبنت ..· والزوجة ..· نقبس منها .. من منهل عذب مورود .. من سيرة المعصوم وسنته صلى الله عليه وسلم.

لقد كان من هديه عليه الصلاة والسلام تحري رؤية الهلال ..· وقد أمر المسلمين .. أن يصوموا لرؤية الهلال .. وأن يفطروا لرؤيته..  
كان عليه الصلاة والسلام يحث على السحور .. فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام قوله: (تسحروا فإن في السحور بركة)· 
وكان عليه الصلاة والسلام يأمر بتعجيل الفطور فكان يفطر قبل أن يصلي المغرب· كما يقول الإمام  ابن القيم في زاد المعاد. 
وكان يسافر في رمضان· ويصوم ويفطر في السفر· وكان يغزو ويجاهد في رمضان· ولا أدل على ذلك من [بدر الكبرى]؛ وكان عليه الصلاة والسلام في العشر الأواحر في رمضان. 

أحبتي.. 
شرع الصيام لمقاصد وأحكام عظيمة .. فهو يضعف الشهوة· ويذكر المسلم بإخوانه· ويربي النفوس· ويزكي القلوب· ويغض الأبصار .. ويحفظ الجوارح.. لماذا؟!. 
لأنه سر بين العبد وبين ربه جل وعز .. ففي الصحيح أن الله جل وعز يقول: (كل عمل ابن آدم له.. إلا الصيام فإنه لي· وأنا أجزي به)· ولأنه انتصار يحققه الإنسان على هواه· وتفوق يقدمه المؤمن في سجلاته.. فهو نصف الصبر.. وشجنةٌ من الجهاد.

أخي الصائم.. أختي الصائمة.. أتدرون عن طعم القرآن في رمضان .. إن القرآن في رمضان له في النفوس إيحاءٌ خاص..· ومشاعر عجيبة.. يحركها كتاب الله.. في نفوس أهل الإيمان.. لماذا؟.. 
لأنه يعيد ذكرى نزوله· وأيام تدارسه· وأوقات عناية السلف به.. يعيد أوقات دوي كدوي النحل في البيوت من قراءة القرآن..

  سمعتك يا قرآن والليل غافل
    سريت تهز القلب سبحان من أسرى 
فتحنا بك الدنيا فأشرق صبحها 
    وطفنا ربوع الكون نملؤها أجرا

فاذكروني أذكركم

يتطاول النهار.. وتمتد الساعات· في نهار رمضان· فيقبل عليها المؤمن بسكينة الذكر فيتركها شذر مذر…
نعم {لئن شكرتم لأزيدنكم}.. صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره· كمثل الحي والميت) فكيف بمن يذكر ربه وهو صائم قائم.. نعم والله إن المفردون لفي فوز عظيم. 
إن ما ينبغي على المسلم فعله.. هو ذكر الله· ذكراً مشروعاً.. كما أمر ربنا جل وعز.. نعم.. ذكر مع كل نفس.. ذكر مع كل همسة ولحظة.. ذكر مع كل حركة وسكنة..ذكر حسن.. خالص لوجه الله جل وعز.. {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}. 
أما البذل في رمضان.. وماأدراك ما البذل.. {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله}.. إن الصيام.. يدعو الصائم إلى إعطاء الجائع.. وسد فاقة المحتاج.. نعم.. يوجد من لا يؤويه بيت.. يوجد من لا يجد ما يفطر أو يتسحر به.. نعم.. يوجد من لا يجد كسرة الخبز ولا حفنة التمر.. فمن لهم بعد الله غيرك أيها المسلم..؟! صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من فطر صائماً كان له مثل أجره· دون أن ينقص من أجر الصائم شيئا) فهل تريد أن تصوم رمضان مرات عديدة· في شهر واحد..
فأنفق ينفق عليك.. واعلم أن شق تمرة قد يحول بينك وبين النار -بإذن الله - نعم.. لقد كانت مساجد السلف تمتلئ بالطعام المقدم للفقراء وعابري السبيل.. فلا تجد جائعاً ولا محتاجاً.. لماذا؟! لأنهم كانوا يريدون ما عند الله· فهل تريد ذلك؟! 
فلا شيء في رمضان أحق بالإكثار من الصدقات· والذكر..· ولا شيء أحق بالإمساك..· والتقييد من اللسان· والصمت حكمة وقليل فاعله..

لسانك لا تذكر به عورة امرء      فكلك عورات وللناس ألسن

نعم .. إن حصائد الألسن.. عظيمة.. وعواقب إطلاقها وخيمة.. والله يقول: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} 
فيصوم البطن عن الحرام· من ربا ورشوة وقمار..· وغيرها.. في رمضان وغيره.. ويصوم اللسان عن الغيبة والنميمة· والكذب· والحلف بغير الله.. وغيرها.. في رمضان وفي غيره.. ويصوم السمع عن سماع الحرام في رمضان وفي غيره.. وتصوم العين عن النظر إلى الحرام في رمضان· وغيره.. ويصوم القلب عن التعلق بما سوى الله في الحياة كلها.. فإن فعل ذلك العبد.. كان صائماً حقاً.. طائعاً صادقاً.. محباً لله..· ولما عند الله.. إذا علم هذا· فإن لمحبة الله عشر علامات من فعلها فقد أحب الله.. 
1-محبة كلامه الذي تكلم به. 
2-محبة رسوله صلى الله عليه وسلم وأتباعه. 
3-الغيرة على محارم الله. 
4-التشرف بولاية الله تعالى. 
5-الأمر بالمعروف· والنهي عن المنكر بالمعروف. 
6-الاجتماع بالصالحين· وحب الأخيار· ومجالستهم. 
7-التقرب إلى الله بالنوافل. 
8-تقديم حب الآخرة الباقية على الدنيا الفانية. 
9-التوبة النصوح· وترك المعاصي والرجوع إلى الله. 
10-تمني الشهادة في سبيل الله {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم}. 

أحبتي.. يقول ربنا سبحانه وتعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله· إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}..· وهذا الشهر هو موسم عظيم للتوبة· والمغفرة.. صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن الله يبسط يديه بالليل ليتوب مسيء النهار· ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها). 

فسبحان من يعطي ونخطي دائماً 
ولم يزل مهما هـــــــــــفا العبد عفا 
يعطي الذي يخطي ولا يـمنـــــعه
جلاله عن العطـــــــا لذي الخطــــــا

فكفارة الذنب.. التوبة منه.. وعدم الإصرار عليه.. والاعتراف به.. والاستغفار منه.. والندم عليه. 
قال جل وعز: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم· ومن يغفر الذنوب إلا الله· ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون} 
فرغم أنفه.. ثم رغم أنفه.. من أدرك رمضان فلم يغفر له.. لماذا؟!.. لأنه فرصة.. قد لا تتكرر مرة أخرى.. بل قد لا تعود أبداً.. 
والسؤال الذي كان يراودني· منذ أن وضعت قلمي على ورقتي· أرقم هذه العبارات والجمل.. هو.. 
متى يتوب من لم يتب في رمضان؟! 
متى يعود إلى الله من لم يعد في رمضان؟! متى.. متى؟!!
أيها المسلمون: {لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً} إن شهراً هذه خصائصه.. وصفاته.. لحقيق بأن يذرف الدمع على فراقه.. وتتفتت الأكباد عند وداعه.. 
شهر رمضان ترفق.. دموع المحبين تدفق.. قلوبهم من ألم الفراق تشقق.. عسى وقفة للوداع تطفىء من نار الشوق.. ما أحرق..

عسى وعسى من قبل وقت التفرق
إلى كل ما نرجوا من الخــــير نلتقي 
فيجبر مكســــــــــور ويعــــتق تائب
ويقبل خطاء ويسعــــــد من شـــقي

تم ما تم.. وكتب ما تقدم.. والله تعالى أعلى وأعلم.. ونسبة العلم إلى الله أسلم.. وصلى الله على محمد وعلى آله وحبه وسلم. 

الشيخ محمد بن سرار اليامي

  

وقفات مع صائم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد: 
أخي الصائم أحييك بتحية الإسلام الخالدة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد: 
أسأل الله عزوجل أن تكون في أتم صحة وعافية وأن يبارك الله لنا وإياك في شهر رمضان وأن يجعلنا من الذين يصومونه ويقومونه على الوجه الصحيح وأن يتقبله منا إنه ولي ذلك والقادر عليه. 
أخي الصائم يطيب لي أن أقف معك وقفات سريعة في هذا الشهر الفضيل: 

الوقفة الأولى

أخي الصائم أهنيك أولا بقدوم شهر رمضان المبارك شهر القرآن وشهر الصيام والقيام. فعليك أن تستشعر هذه النعمة العظيمة وأن تستبشر بقدوم هذا الضيف الكريم. 
لقد أضلك هذا الشهر الفضيل ليقربك الى الله سبحانه· ولتعلمفضل الله عليك بأن من عليك أن تكون ممن أدركه هذا الشهر الكريم· واعلم أن هناك من حرم هذا الشهر بسبب كفره والعياذ بالله وخصك بفضلك عليه وأن هناك من إخوانك من نزل بهم الموت قبل بلوغ هذا الشهر فاحمد الله على فضله وكرمه فالبدار البدار· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين) متفق عليه. 

الوقفة الثانية 

أخي الصائم وفقك الله لكل خير أوصيك أن تنتهز فرصة هذا الشهر العظيم بغفران الذنوب وتكفير السيئات والتقرب إلى الله عزوجل بقراءة القرآن آناء الليل وآناء النهار· فهذا شهر القرآن فإياك أن تبخل على نفسك بالأجر· قال الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} [البقرة:184]. 
قال عمر بن عبد العزيز: (إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما). 

الوقفة الثالثة 

أخي الصائم كم هي والله فرصة أن تقلع عن الذنوب وتراجع حساباتك في هذه المحطة الإيمانية لتتزود من أعمال الخير والتقى وتحاسب نفسك على الأيام الماضية. فإن كنت مقصراً فتب إلى ربك فالباب ما زال مفتوحاً أمامك وإن كنت ممن أنعم اللع عليه بالصلاح والهدى فتزود من التقوى ولا تقف عند حد معين. 
أخي الصائم إنها لفرصة عظيمة حينما التزمت بشرع الله وانقطعت عن تناول ما حرم الله عليك امتثالاً وطاعة لربك عزوجل. 
إذاً أنت تستطيع الإقلاع عن هذه المعاصي التي كنت تفعلها وذلك بالعزيمة القوية والإصرار فلا تضعف ولا تتردد في التقرب إلى الله في هذا الشهر الكريم واجعل هذا الشهر الكريم هو البداية والمنطلق لحياة جديدة فتضرع إلى الله عزوجل أن يرزقك التوبة النصوح وأن يثبت قلبك على الطريق المستقيم.

يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب
                           حتى عصى ربه في شعر شعبان 
لقد أضلك شهر الصوم بعدهما  
                          فلا تصيره أيضاً شهـــــــر عصـــيان 
واتل القرآن وسبح فيه مجتهداً 
                          فإنه شهــــــــــــر تسبيح وقــــــرآن 
كم كنت تعرف ممن صام في سلف 
                           من بين أهل وجيران وإخــــــــــوان 
أفناهم الموت واستبقاك بعدهموا
                           حيا فما أقرب القاصي من الداني

قال الحسن البصري رحمه الله: (يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك). 

الوقفة الرابعة 

أخي الصائم نسمع من بعض الإخوة أن رمضان كريم· وهذا صحيح ولكن هذا الاستدلال في غير معناه الصحيح· فهو قد يخطئ ويقول رمضان كريم أو يعص الله ويقول رمضان كريم· ويستمع إلى الأغنية ويشاهد المحرمات بحجة أن رمضان كريم. وهذا القول غير صحيح فرمضان كريم في فعل الطاعات من قراءة القرآن وصلاة التراويح والصيام والقيام وليس كريماً في فعل المعاصي فتأمل ذلك بارك الله فيك· قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) [البقرة:182]. عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً) رواه البخاري ومسلم والترمذي. 

الوقفة الخامسة

  بعض النساء هدادن الله إذا دخل عليها شهر رمضان اجتهدت وأتعبت نفسها في تقديم أنواع المأكولات والمشروبات فيضيع عليها الوقت الثمين في هذا الشهر الفضيل تقضي الساعات الطويلة في نهار رمضان في الطبخ وفي الذهاب إلى الأسواق ليلاً وينقضي رمضان وهي على هذه الحال والله المستعان.
أختي الصائمة إياك إياك أن تغبني في هذا الشهر الكريم. 

الوقفة السادسة

  أخي الصائم إن حسن الخلق درجة عالية يبلغ بها المسلم قرب المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم· ولكن للأسف الشديد هناك من الناس من يسوء خلقه في شهر رمضان خاصة· فهو لا يريد أن يتحدث إليك أو أن يتكلم مع أحد ولا يتحمل أي خطأ سواء في البيت أو الشارع. قال الله تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبم الجاهلون قالوا سلاماً) [الفرقان: 62].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) رواه أبو داود· قال الحسن البصري رحمه الله: (من ساء خلقه عذب نفسه).

الوقفة السابعة

أخي الصائم إن هذا الشهر الفضيل فرصة عظيمة للمؤمنين ليتزودوا من فضائل الأعمال· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه. ومن القيام صلاة التراويح وهي سنة ثابتة فعليك أن تحافظ عليها مع الإمام حتى ينصرف· قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسبت له قيام ليلة) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.  
وبعض الناس هداهم الله يفرطون في صلاة التراويح وربما يصلون ركعتين ثم ينصرفون وهم بهذا التصرف يحرمون أنفسهم من الأجر والفضل· فعليك أخي المبارك استغلال الشهر العظيم· فأيامك معدودة فالبدار البدار قبل حلول هادم اللذات ومفرق الجماعات. 

الوقفة الثامنة

أخي الصائم إن مزايا شهر رمضان أن فيه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهممن كل أمر سلام هي حتي مطلع الفجر} فاحرص بارك الله فيك على اغتنام هذه الليلة الفضيلة التي من فضائلها: 
1-أنها نزل كتاب الله فيها 2-أنها خير من ألف شهر. 3-أنها لكثرة بركتها تتنزل الملائكة والروح فيها وهذه الليلة سلام من العقاب والعذاب إذا قام العبد بما أمره ربه. 
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحراها في العشر الأواخر وهي في أوتار العشر أوكد فاحرص على تحري هذه الليلة وإياك والتسويف فإنه أهلك من كان قبلك. 

الوقفة التاسعة

أخي الصائم إن هناك من الإخوة من يحرص على العمرة في رمضان وهذا بلا شك فضل عظيم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي) متفق عليه. 
وأحب أن أنبه على بعض الملاحظات التي تقع من بعض الإخوة اللذين يقومون بأداء العمرة وهي: 
1-إن بعض الإخوة يعتمر في رمضان وقد يترك أولتده وأهله دون مسؤولية أو رعاية وهذا بلا شك غير صحيح فلا يقدم المندوب على الواجب. 
2-وبعض الأخوة قد يأخذ أهله وأولاده إلى الحرم وهذا طيب ولكن تجده يقضي جل وقته في الحرم وأولاده يتسكعون في الأسواق أو يعبثون في الشقق ولا يراهم إلا عند الإفطار أو السحور وبقية الوقت لا يعلم عنهم شيئاً. فحتى لا تقع في هذا الأمر عليك أن تأخذ الحيطة والحذر وأن تهتم بالجوانب كلها فلا تأخذ جانباً وتترك آخر قد يكون أهم منه. 

الوقفة العاشرة

  أخي الصائم إنما الأعمال بالخواتيم وأعني بذلك هو زيادة العمل في العشر الأواخر من رمضان وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عن مسلم: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) وكان صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله ويجد ويشد المئزر فاجتهد أخي بارك الله فيك في زيادة العمل ولاتكن من الذين يجتهدون أول شهر رمضان ثم يتراجعون رويدً رويداً حتى إذا جاء آخر الشهر الذي فيه مضاعفة الأجر والثواب بدأ يتكاسل عن قراءة القرآن وآداء صلاة التراويح والقيام.
أخي الصائم اقتد بالذي أمرك الله بالإقتداء به· قال الله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) [الأحزاب:20].
وأخيراً نسأل الله عزوجل أن يتقبل صيامنا وقيامنا وأن يغفر لنا ذنوبنا ويفرج همومنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.   

الشيخ نواف بن عبيد الرعوجي

حالنا مع القرآن

الحمد لله الذي أنزل القرآن, وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس· الحمد لله الذي فرض على عباده الصيام· والصلاة والسلام على من رغب في رمضان القيام· نبينا محمد وعلى آله وصحابته الكرام.. وبعد:

ها هو رمضان يطل علينا بعد عام, فمرحباً بك يا رمضان· يا شهر الرحمة والمغفرة والرضوان, والعتق من النيران. شهر رمضان هو شهر القرآن· قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} [البقرة]· فالقرآن كلام الله عزوجل· فمن أراد أن يناجي الخالق سبحانه من الله تعالى· فعليه بقراءة وتلاوة القرآن الكريم· فهو الهدى والنور المبين· ففيه التعرفة والتبصرة بالطريق الصحيح المؤدي إلى جنة الرضوان بإذن الواحد الديان· فيه تبيان الحلال والحرام· فيه أخبار السابقين· وأنباء اللاحقين· وفيه الفصل لما بين الناس· كلما قرأه المسلم ثم عاد إليه· فإنه يشتاق إليه· فلا يمل من قراءته القارئ أبداً· فمن أراد الإطمئنان فعليه بالقرآن· ومن أراد الراحة والسكينة فعليه بالقرآن· ومن أراد الخشوع والإنابة فعليه بالقرآن· قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد]· فمن ذكر الله تعالى تلاوة وقراءة القرآن الكريم· فهو حبل الله المتين· وهو الجد ليس بالهزل· ومن قرأ حرفاً واحداً منه فله به عشر حسنات والله يضاعف لمن يشاء والله واسع علي· قال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها· لا أقول آلم حرفاً ولكن ألف حرف· ولام حرف· وميم حرف) [الترمذي وقال حسن صحيح]· ففضل القرآن عظيم· قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب) [الترمذي وقال حسن صحيح]· والأحاديث في فضل قراءة القرآن كثيرة. 
أخي الكريم: لو تأملنا حال السلف مع القرآن في رمضان لوجدنا عجباً· فتعال بنا نقلب صفحات التاريخ لنعرف كيف كان حال السلف الصالح مع كتاب الله عزوجل في شهر القرآن· شهر رمضان. 

كان الإمام مالك - رحمه الله - إذا دخل عليه شهر رمضان أغلق على كتبه وأخذ المصحف ومنع الفتوى والمساءلة مع الناس· وقال هذا هو شهر رمضان هذا هو شهر القرآن فيمكث في المسجد حتى ينسلخ شهر رمضان. 
وكان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله الزاهد العابد إمام أهل السنة إذا دخل شهر رمضان دخل المسجد ومكث فيه يستغفر ويسبح وكلما انتقض وضوءه عاد فجدد وضوءه فلا يعود لبيته إلا لأمر ضروري من أكل أو شرب أو نوم هكذا حتى ينسلخ شهر رمضان ثم يقول للناس· هذا هو الشهر المكفر فلا نريد أن نلحق به الأشهر الأخرى في المعاصي والخطايا والذنوب. 
شهر رمضان هو شهر القرأن فينبغي على المسلم أن يكثر فيه من قراءة كتاب الله تعالى· وقد كان حال السلف العناية بكتاب الله الكريم· فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان· وكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة· وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال· وبعضهم في كل سبع· وبعضهم في كل عشر· فكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها· فكان للشافعي ستون ختمة في رمضان يقرؤها في غير الصلاة· وكان الأسود يختم القرآن في رمضان كل ليلتين· وكان قتادة يختم في رمضان كل ثلاث· وفي العشر كل ليلة· وكان الزهري إذا دخل شهر رمضان يفر من قراءة الحديث ومن مجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف· وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن. 
كان ذلك هو حال بعض السلف مع القرآن في رمضان· فما هو يا ترى حال الخلف في هذا الزمان مع القرآن في رمضان؟ ماهو حالنا مع كتاب الله عزوجل؟ 

حالنا اليوم مع كتاب الله تعالى حال تأسف لها النفوس· وتندى لها الأفئدة· وتدمع لها العيون· حالنا اليوم حال من ضيع شيئاً ثميناً ويطلبه ويبحث عنه وهو أمامه ولكن عميت عنه بصيرته· حالنا حال من منّ الله عليه بكنز ولكن ما عرف كيف يتصرف به· هذا هو الحال· ولا حول ولا قوة إلا بالله. 
انظر إلى حال الناس اليوم مع القرآن الكريم· فمن الناس من إذا دخل المسجد صلى ركعتين تحية امسجد ثم جلس صامتاً ينتظر إقامة الصلاة· والمسجد ملئ بالمصاحف ولكن عميت بصيرته فلا هم له إلا أن تقام الصلاة· أما القرآن لا مكان له في قلبه· ولو قدمت إليه المصحف ليقرأ· قال: شكراً شكراً· وكأنه امتلأ بالحسنات· فلا إله إلا الله· وحال بعض من الناس اليوم مع القرآن حال محزنة· حال مؤثرة· تركوا كتاب الله· تركوا دستور هذه الأمة· وانكبوا على اللهو واللعب· ومشاهدة الخبيث من الأفلام والمسلسلات الهابطة التي في ظاهرتها السلامة وفي باطنها تبث أنواعاً من السموم والندامة· انكبوا على تحريك القنوات الفضائية لمشاهدة العاهرات والفاجرات· ومتابعة الملهيات وما يدعو إلى السيئات· انكبوا على الأكل والشرب وكثرة النوم· فالليل لعب ولهو وسهر إلى طلوع الفجر· والنهار نوم إلى قبيل الغروب· والقرآن لا مكان له في القلوب· لا محل له في جدول أولئك الناس· فلا حول ولا قوة إلا بالله· فأين هؤلاء الخلف من أولئك السلف؟ ما هو حالنا مع القرآن في رمضان في هذا الوقت؟ فحال البعض ضياع ودمار وقتل للوقت والنفس وهولا يدري· فغيبة ونميمة وكذب وغش وخداع وبغضاء وشحناء· هكذا يتم قضاء الوقت في هذا الزمان مع الكثير من الناس. 

أخي الكريم: لا نقول لك أختم القرآن كل يوم ولا كل أسبوع· ولكن اختم القرآن على الأقل كل شهر· وإليك الطريقة التي قد تستطيع أن تختم بها القرآن كل شهر بإذن الله تعالى· القرآن ثلاثون جزءاً, وكل جزء عشر ورقات· فلو قرأت بين الأذان والإقامة في كل صلاة ورقتين في خمس صلوات· فهذه عشر ورقات· وهي جزء, وقد تحتاج إلى أن تزيد شيئاً يسيراً إذا كان الشهر ناقصاً. 
أخي الكريم خصص لكتاب الله جزءاً من وقتك حتى تقرأه فيه, فخصص ساعة أو نصف ساعة كل يوم للقرآن الكريم تراجع فيه وتحفظ منه ما تيسر لك· حاول أن تختم كتاب الله لتجده اللذة· والطمأنينة· ولتشعر بالسكينة· وتحفك الملائكة· وتغشاك الرحمة, رحمة رب العباد· حاول وستجد أن ذلك سهلاً ميسراً بإذن الله تعالى. 

إنها أمور يندى لها الجبين· ويتفطر لها القلب· عندما ترى تلك السهرات والجلسات على الأرصفة في ليالي شهر رمضان المبارك· والتي يتم فيها معصية الخالق سبحانه· يعصون الله تعالى في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار· بينما لا مكان في قلوب أولئك للقرآن· فهي جلسات إلى قبيل الفجر· ثم نوم إلى قبيل الغروب· فأين هؤلاء الخلف من أولئك السلف· فرق شاسع وواسع بين الفريقين· ضعف الإيمان واليقين فحصل هذا البعد عن حبل الله المتين· أين هؤلاء من قول المولى جل وعلا: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً} [الفرقان]. وأين هؤلاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة· يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة· فشفعني فيه· ويقول القرآن: منعته النوم بالليل· فشفعني فيه· قال: فيشفعان) [رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني· فأولئك لم يعرفوا حقيقة الصيام والقرآن]. 

فأحوال الناس مع القرآن في رمضان أحوال عجيبة· فمن الناس من لا يعرف القرآن في رمضان ولا غير رمضان· ومن الناس من لا يعرف القرآن إلا في رمضان فتجده يقرأ القرآن في رمضان لعدة أيام ثم ما يلبث أن يترك القراءة وينكب على اللعب واللهو· فهذا استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير· ومن الناس من يختم القرآن الكريم في رمضان ولكنه لاه القلب أعمى البصيرة لا يتدبر ولا يتأمل كلام الله عزوجل· وكأنه في سجن· فإذا انسلخ شهر رمضان وضع المصحف وأحكم عليه الوثاق ولسان حاله يقول: وداعاً إلى رمضان القادم· وكأنه أيقن أنه سيدرك رمضان القادم· فلا حول ولا قوة إلا بالله· قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين). 
هذا هو كتابنا إن لم نقرأه نحن فمن الذي سيقرأه إذاً· أننتظر من غيرنا أن يقرأ كتابنا· والله تعالى يقول {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً} [الإسراء]. 
يقول تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا} [الإسراء]· وقال صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) [مسلم]· وقال عليه الصلاة والسلام: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) [البخاري]· هذا هو الحال مع القرآن في شهر رمضان شهر القرآن. 

وأما حال النساء مع رمضان فعجيب جد عجيب· فقد حولن شهر القرآن والقيام إلى شهر طبخ وطعام· فلا هملهن إلا الطبخ والتفنن والتأنق فيه· فالشغل الشاغل لكثير منهن كم ستقدم من أصناف الطعام والشراب على مائدة الإفطار والعشاء والسحور· فأصبح هذا الشهر عندهن هو شهر طعام وشراب· فلا حول ولا قوة إلا بالله· فتجد إحداهن تجهد نفسها من الليل· ماذا ستعمل؟ وماذا ستقدم على مائدة الإفطار· وإذا انتهى الإفطار بسلام بدأت تفكر وتفكر ماذا ستقدم على مائدتي العشاء والسحور· وبين ذلك تعكف على الجلوس الطويل أمام الشاشات لمشاهدة الهابط من المسلسلات وغيرها مما يعرض في القنوات· فحالهن إسراف وتبذير· وأما القرآن فبخل وتقتير· القرآن لا مكان له· ولا أهمية له عند الكثيرات· فرحماك يارب الأرض والسموات· فها هو الحال اليوم مع القرآن في رمضان هجران وترك ونسيان· فما هذا التفريط والعصيان· وما هذا البعد عن الواحد الديان. 

أخي المسلم, اختي المسلمة: 
الواجب عليكما تلاوة القرآن الكريم بالتدبر والتفكر فهو سبب لحياة القلوب ونورها· وقوة الإيمان· وطرد الشيطان· وإياكما وهجران القرآن· فهجرانه يورث النفاق· وعمى القلب· والغفلة· وتسليط الشيطان. 
فهذا هو الحال مع القرآن في شهر رمضان· فإلى الله نشتكي هذا الهجران· والبعد عن قراءة القرآن· نشكوا إلى الله قسوة القلوب· وكثرة الذنوب· فأين المشمرون؟ وأين الراغبون فيما عند الله تعالى؟ فينبغي على المسلم المداومة على قراءة القرآن في شهر رمضان· لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن· وينبغي على المسلم أن يغتنم هذه الفرص في هذه الأوقات الفاضلة· وفي هذا الشهر خصوصاً لأن فيه ليلة هي خير من ألف شهر أي ثلاث وثلاثون سنة وأربعة أشهر· فأي خسارة لمن مر عليه رمضان ولم يستفد منه· وأي تضييع لمن مر عليه رمضان ولم يقتنص تلك الفرص. 

أخي الكريم: احرص على المداومة على قراءة القرآن الكريم في كل الأوقات وخصوصاً شهر رمضان شهر القرآن· قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} [البقرة]. 
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء همومنا واجعل شافعاً لنا يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. 
 

الشيخ يحيى بن موسى الزهراني 
  
 



 

 


للصائمات فقط

أختي المسلمة .. أختي الصائمة ..
السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته .. وبعد
قال عليه الصلاة والسلام : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) متفق عليه . وقال عليه الصلاة والسلام : ( بلغوا عني ولو آية ) رواه البخاري . فمن هذا المنطلق وغيره جمعت هذه الفوائد التي تخص النساء وخاصة في شهر رمضان المبارك الذي استعدت له كثير من النساء بالطعام والشراب وكيف العمل فيه ولم تفكر بالتزود من الطاعات والتقرب إلى رب البريات والله جل وعلا يقول : ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) . فلذلك أحببت إفادة أختي المسلمة عبر هذه الكلمات وهي كما يلي :-

وقت المرأة المسلمو وتنظيمه:-

أختي المسلمة .. لاشك أنكِ مسئولة عن عمركِ الذي تعيشين ، هل قضيتيه في الخير وطاعة الله أم في الشر وطاعة الشيطان والعياذ بالله . يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم : ( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس : عن عمره فيما أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم ؟ ) صحيح الجامع وحسنه الألباني . فمن هذا كان لزاماً على الجميع الحفاظ على الوقت وكذلك المرأة فإنه هناك عدة أمور يمكن أن تستغل بها وقتها منها :

 

أولاً : تلاوة كتاب الله تعالى

ينبغي أن يكون لكِ أختي المسلمة ورد يومي لقراءة القرآن الكريم فهو خير معين على استثمار لوقتكِ وفي تلاوته الأجر العظيم ففي كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها كما بين ذلك الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح ( من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) [صحيح الجامع] . وكان السلف الصالح يداومون على تلاوة القرآن ويختمونه في الشهر عدة مرات فنحن إذا كثرت مشاغلنا أختي المسلمة فلا نجعلها تحول دون ختمه في الشهر ولو مرة واحدة ولضمان المداومة على ذلك ابدئي من أول الشهر بحيث يكون رقم الجزء موافقاً لتاريخ اليوم ، فأول يوم من الشهر تقرئين فيه الجزء الأول والثاني الجزء الثاني واليوم العاشر الجزء العاشر .. وهكذا .

ثانياً : قراءة كتب أهل العلم النافعة

إن قراءتك لها تزيد حصيلتكِ العلمية والثقافية فابدئي بقراءة الكتب الإسلامية التي بها تتفقهين في دين الله وتعبدين الله على بصيرة وعلم وبقراءتكِ هذه تطلعين على وضع المرأة في الجاهلية وهي ما قبل الإسلام . وجاهلية القرن عشرين ومكانها في الدين الإسلامي وكذلك لتتعرفي على الشبهات التي تثار ضدكِ من قبل أعداء الإسلام ولا تنسي أختي المسلمة أن تقرئي ما يهمكِ من أحكام شهر رمضان المبارك لكي تعبدي الله على علم واسألي عما أشكل عليكِ من أحكامه .

ثالثاً : ذكر الله

اجعلي من الأمور التي تقضين بها وقتكِ ذكر الله فهو أمر يسير على النفس تستطيعي أداءه وأنتِ تقومين بأعمال البيت وتعلمين فضل ذكر الله ومدح الله للذاكرين كما قال تعالى ( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات) [سورة الأحزاب:35] وعندما قال أحد الأعراب للرسول - صلى الله عليه وسلم - إن شرائع الإسلام كثرت علي فأوصني قال الرسول - صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله ) [صحيح الجامع] ، فقراءة القرآن ذكر لله والتسبيح والتهليل والتكبير ذكر والدعاء ذكر وفي أداء الذكر شكر لله تعالى والله مدح الشاكرين .

رابعاً : تربية الأولاد

إن على الأم مسئولية عظيمة ومهمة جسيمة في تربية أبنائها التربية الإسلامية الصحيحة وتنشئهم النشأة القويمة على المنهج الرباني الرشيد وكما قال عليه الصلاة والسلام : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها ) الحديث [متفق عليه] فالأبناء يتربون ويترعرعون في أحضان الأم وهي ألصق بهم من الأب الذي تقع عليه مسئوليات تجعل جل وقته خارج البيت فأرضعيهم مع اللبن الخلق الفاضل والمعاملة الحسنة والكلمات الطيبة وكوني لأولادكِ قدوة صالحة كنساء السلف رحمهم الله جميعاً .

خامساً : صلة الأرحام

صلتهم واجبة عليك أختي المسلمة لقول الله تعالى : ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ) [سورة النساء:1] ولحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( خلق الله عز وجل الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فقال : مه ، قالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال : ألا ترضين أن أصل من وصلكِ وأقطع من قطعك ، قالت : بلى يا رب ، قال : فذلك لكِ ) [متفق عليه] .

ثم قرأ أبو هريرة رضي الله عنه ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) [سورة محمد:22].

واستغلٌي هذه الزيارة بإسداء الهدية المفيدة كشريط مفيد أو كتاب توقضين به الغافلات من أقاربكِ وتعامليهم بالكلمة الطيبة وكما قال عليه الصلاة والسلام : ( الدال على الخير كفاعله ) [صحيح الجامع] . ولا تنسي زيارة أخواتك في الله وجيرانك الطيبين .

سادساً : بر الوالدين ومساعدة الوالدة على عمل المنزل

أنتِ تعلمين أن الله قرن طاعته بطاعة الوالدين فقال سبحانه : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ) [سورة النساء:36]. فيدل هذا على عظم شأن الوالدين فتجب طاعتهما في كل شئ إلا في المعصية والأحاديث التي وردت في الترغيب بطاعة الأبوين كثيرة أذكر منها قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة ) [رواه مسلم] .

فلابد للتفرغ لطاعة الوالدين وأنبٌه البنات وخاصة الطالبات أنهن في أيام الدراسة تصرف جل وقتها للمذاكرة ويكون ذلك على حساب عمل البيت فتلقي أعباء المنزل على أمها المسكينة التي أفنت شبابها في خدمتها وخدمة إخوانها وأخواتها ، أهذا هو البر ؟ ! كلا والله فاتقي الله يا أمة الله وخصصي وقتاً للدراسة ووقتاً لعمل المنزل لكي تفوزي برضا الله ورضا الوالدين .

سابعاً : سماع الأشرطة الإسلامية النافعة

إن الشريط الإسلامي ولله الحمد عم بنفعه الجميع وأصبح متداول على جميع طبقات المجتمع والشريط سهل نشر العلم ويسره , فالمرأة الفطنة العارفة المستغلة لوقتها بما يعود عليها بالنفع تستمع للشريط الإسلامي وهي في المطبخ تعد الطعام ولا يمنع ذلك فلتحرصي أختي المسلمة على سماعه وأنتِ تقومين في أي عمل من أعمال المنزل فقيامك بهذا العمل سوف تجنين ثماره وتستفيدين منه دنياً وآخره وارشدي غيركِ للاستماع لبعض الأشرطة المفيدة .

ثامناً : الدعوة إلى الله

قال الله تعالى : ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) [سورة فصلت: 33] ويقول تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ) [سورة آل عمران: 104] فالدعوة إلى الله منهج الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام فلا تبخلي على نفسكِ بالأجر العظيم من الله . يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم : ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ً) [رواه مسلم] .

فخصصي أختي المسلمة جزأً ولو بسيطاً من وقتكِ لنشر الخير والدعوة إلى الله فالكلمة الطيبة دعوة وحسن الأخلاق دعوة والأمر بالمعروف دعوة والنهي عن المنكر دعوة إلى غير ذلك .

رسالة للمرأة المسلمة:-

أختي المسلمة .. سلام الله عليكِ ورحمته وبركاته .

أثنى الله عز وجل على المسلمات المؤمنات الصابرات الخاشعات ووصفهن بأنهن حافظات للغيب بما حفظ الله ولما ذكر الله عز وجل أوصاف الصالحين قال سبحانه : ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ) [سورة آل عمران : 195] .

وبمناسبة هذا الشهر أزف إليكِ يا فتاة الإسلام ويا أمة الله التهنئة بهذا الشهر سائلاً الله لي ولكِ المغفرة والتوبة النصوح وتقبلي منا بهذه المناسبة باقة من النصائح أطلعت عشر زهرات :

 الأولى : المرأة المسلمة تؤمن بالله عز وجل رباً وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبياً و بالإسلام ديناً وتظهر آثار الإيمان عليها قولاً وعملاً واعتقاداً ، فهي تحاذر غضب الله وتخشى أليم عقابه ومغبٌة مخالفة أمره .

الثانية : المرأة المسلمة تحافظ على الصلوات الخمس بوضوئها وخشوعها في وقتها فلا يشغلها عن الصلاة شاغل ولا يلهيها عن العبادة ملهي فتظهر عليها آثار الصلاة ، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهي الحرز العظيم من المعاصي .

الثالثة : المرأة المسلمة تحافظ على الحجاب وتتشرٌف بالتقيد به ، فهي لا تخرج إلا متحجبة تطلب ستر الله وتشكره على أن أكرمها بهذا الحجاب وصانها وأراد تزكيتها قال سبحانه : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) [سورة الأحزاب : 59] .

الرابعة : المرأة المسلمة تحرص على طاعة زوجها فتلين معه وترحمه وتدعوه إلى الخير و تناصحه وتقوم براحته ولا ترفع صوتها عليه و لا تغلظ له في الخطاب . وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( إذا صلٌت المرأة خمسها وصامت شهرها وأطاعت زوجها دخلت الجنة ) [رواه أحمد و الطبراني وهو في صحيح الجامع] .

الخامسة : المرأة المسلمة تربي أطفالها على طاعة الله تعالى ، ترضعهم العقيدة الصحيحة وتغرس في قلوبهم حب الله عز وجل وحب رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتجنبهم المعاصي ورذائل الأخلاق قال سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) [سورة التحريم : 6] .

السادسة : المرأة المسلمة لا تخلو بأجنبي وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( ما خلت امرأة برجل إلا كان الشيطان ثالثهما ) [رواه أحمد و الترمذي وقال حسن صحيح] . وهي لا تسافر بلا محرم ولا تجوب الأسواق والمجامع العامة إلا لضرورة وهي متحجبة محتشمة متسترة .

السابعة : المرأة المسلمة لا تتشبه بالرجال فيما اختصوا به وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ) [صحيح الجامع] . ولا تتشبه بالكافرات فيما انفردن به من أزياء وموضات وهيئات . وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( من تشبه بقوم فهو منهم )[صحيح الجامع] .

الثامنة : المرأة المسلمة داعية إلى الله عز وجل في صفوف النساء بالكلمة الطيبة بزيارة جارتها بالاتصال بأخواتها بالهاتف ، بالكتيب الإسلامي ، بالشريط الإسلامي ، وهي تعمل بما تقول وتحرص أن تنقذ نفسها وأخواتها من عذاب الله تعالى . صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( لان يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) [متفق عليه] .

التاسعة: المرأة المسلمة تحفظ قلبها من الشبهات والشهوات وعينها من الحرام وأذنيها من الغناء و الخنا والفجور وجوارحها جميعاً من المخالفات ، وتعلم أن هذا هو التقوى وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( استحيوا من الله حق الحياء ومن استحيا من الله حق الحياء حفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى ومن تذكر البلى ترك زينة الحياة الدنيا ) [صحيح الجامع] .

العاشرة : المرأة المسلمة تحفظ وقتها من الضياع وأيامها ولياليها من التمزق فلا تكون مغتابة نمامة سبابة لاهية ساهية . قال سبحانه : ( وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا ) [سورة الأنعام : 70] ، وقال تعالى عن قوم ضيعوا أعمارهم أنهم يقولون : ( يا حسرتنا  على ما فرطنا فيها ) [سورة الأنعام :31] .

اللهم اهد فتاة الإسلام لما تحبه وترضاه واعمر قلبها بالإيمان .

توجيهات للصائمة :-

  1- رمضان فرصة للتوبة الصادقة :

التوبة شعور وجداني بالندم على ما وقع وتوجه إلى الله فيما بقي وكف عن الذنب وعمل صالح يحقق التوبة بالفعل كما يحققها الكف بالترك.فالتوبة هي الرجوع من معصية الله إلى طاعته لأنه سبحانه المعبود حقاً.والتوبة واجبة على الفور لا يجوز تأخيرها و لا التسويف بها لأن الله أمر بها ورسوله فقال تعالى( وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون ) [سورة النور : 31] .

وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة ) [رواه مسلم] . فمن أراد الرجوع إلى الطريق المستقيم فلا عليه إلا أن يبادر بالتوبة ويقلع عن الذنوب من قبل أن يأتي يوم يحال فيه بينه وبينها فيتحسر على ما فرط ويضيق ذرعاً بما وصل إليه من واقع مرير ويندم ولات ساعة مندم . فليشمر المسلم عن ساعد الجد ويتب إلى الله بلسانه ويعزم بقلبه محققاً مدلول التوبة بالإيمان والعمل الصالح علٌ الله أن يقبل عثرته ويقبل أوبته ويغفر ذنبه فيأخذ طريقه على هدى من الإيمان والعمل الصالح وينظمه الله في سلك عباده المهتدين .

2- الصيام ليس مدعاة للكسل :

إن الصيام فريضة من فرائض الإسلام وشهر الصوم فرصة للتقرب إلى الله بالطاعة وذلك لشرف الزمان ألا وهو رمضان ، ولا ينبغي لنا أن نجعل هذا الشهر شهر كسل وخمول ولتعلمي أختي المسلمة أن هذا الشهر كانت فيه غزوة بدر الكبرى وكانت فيه فتح مكة وحطين وعين جالوت فهو شهر الانتصارات ويتذكر المسلمون في رمضان هذه الغزوات الحافلة بالنصر والانتصار على الأعداء أما في زماننا هذا فالأم تنام إلى قبيل الظهر والبنت كسولة في المدرسة والموظفة تنام في عملها . وأقول هل هذا هو شهر النوم أم شهر النشاط والطاعة والتسابق إلى الخيرات ؟

3- سهر بالليل ونوم بالنهار :

من الصائمات من تنام النهار كله ولا تشعر بلذة الصيام أبداً ولا تشعر بالحكمة من مشروعيته فإن من حكم الصيام أن يحس الصائم ويشعر بأخيه الفقير كيف يتألم من الجوع ويتذكر نعمة الطعام والشراب طيلة أيام العام ثم يمتنع عنه هذه الأيام المحدودة . ومن الحكم اختبار إرادة الصائم حيث يمتنع عن الطعام والشراب ولا يعلم بذلك أحد إلا الله سبحانه وتعالى وذلك استجابة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم . فمن نام النهار كله أو أغلبه فاتته هذه الحكم وغيرها مع أنها أمر مخالف للفطرة حيث فطر الله الخلق على أن النهار معاش والليل سكن والله جل جلاله يقول : ( وجعلنا الليل لباساً ، وجعلنا النهار معاشاً ) [سورة النبأ : 11،10] . فما بالنا عكسنا سنة الله وجعلنا الليل تجوالاً وتنقلاً في الأسواق وفي النهار نوم حتى حلول وقت الإفطار ؟

4- الإسراف في طعام الإفطار :

كثير من الناس يمدٌون موائد كبيرة في هذا الشهر وقد اشتملت على أصناف المآكل والمشارب ويكلفون أنفسهم أحياناً ما لا يطيقون بأنواع اللحوم والخضار والفاكهة والحلويات والعصيرات والمتبلات وأغلب هذا يفيض عن حاجتهم ويرمى وهذا حرام .

لم يطلب رمضان منا ذلك .

فبعض النساء تعطي زوجها ورقة طولها ذراع وعرضها كذلك ليحضر ما فيها من السوق وهذا يستنزف المال في غير موضعه بلا طائل ولا فائدة . وأغلبها ترف لا فائدة منه وإسراف لا خير فيه ومنهي عنه بل هو مذموم في الشرع كما سماه الله بأنه تبذير قال تعالى: ( فكلوا واشربوا ولا تسرفوا ) [سورة الأعراف : 31] .

فعلينا الاعتدال والتوسط في ذلك لا تقتير منهي عنه ولا إسراف وتبذير محرم أيضاً . فالأسرة عليها أن تقتصد وتضع كل شئ في محله ومكانه مع أن بعض المسلمين يقاسون الفقر والحاجة الشديدة ولا يجدون ما يفطرون عليه ونحن لا نعبأ بهم فالأولى بنا أن نرسل لهم أو نتبرع من هذا الطعام لهم بما تجود به أنفسنا فهم أخوة لنا وفرض علينا مساعدتهم .

 

 

 

للشباب في رمضان

أخي الشاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… وبعد:
فقبيل أيام استقبلنا وإياك شهر رمضان المبارك· هذا الشهر أخي الفاضل يعني لدينا ولديك الكثير· وأنت شأنك شأن سائر المسلمين قد استبشرت بهذا الشهر الكريم ولا شك. 
ويسرني أخي الفاضل في هذا الشهر الكريم أن أتوجه لك بأغلى ما أملك· وأعز ما أقدم سالكا سبيل المصارحة· والحديث تحت ضوء الشمس. 
إن المصارحة أخي الفاضل قد تكون مرة الطعم· لكن نتائجها محمودة· وقد ذقنا جميعاً مرارة التستر على العيوب· ولمسنا شؤم دفن الأخطاء باسم المجاملة. فآمل أن يتسع صدرك لسماع ما أقول. 

ورع ولكن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… وبعد: 
أخي الشاب موقف نشاهده جميعا في شهر الصيام أن تجد شابا معرضاً· غارقاً في وحل الشهوات· يتجرأ على الكبائر والمعاصي· ويتهاون في الطاعات الظاهرة. تجد هذا الشاب يتساءل عن قضايا دقيقة في الصيام. كان يتوضأ فتنزل من أنفه قطرات من الدم دون قصد: فهل يؤثر هذا على الصيام أم لا؟ مر في الشارع فدخل جوفه غبار فما الحكم؟ وهو يسأل جاداً· ولديه استعداد تام لتحمل تبعة السؤال قضاء أو حتى كفارة. إن السؤال أخي الكريم عما يشكل على المرء في عبادته مبدأ لا يحق لأحد أن يرفضه وأن وقوع المرء في معصية ليس مبرراً لعدم عنايته بالطاعة· والسؤال عنها. ولكن ألا توفقني أن مثل هذا الشاب يعيش تناقضاً يصعب أن تجد تفسيراً له؟! فلماذا يتورع هنا ويسأل ويحتاط عن أمر اشتبه عليه. بينما يرتكب عن عمد وسبق إصرار ما يعلم أنه حرام بل كبيرة من الكبائر؟!

الانضباط العجيب

يحتاج البعض من الشباب حين تنهاه عن معصية· أو تأمره بطاعة أنه يتقتنع تمام الاقتناع· لكن شهوته تغلبه· هولا يستطيع ضبط نفسه· وقد يبدو العذر منطقيا لدى البعض لأول وهلة. ولكن حين ترى احال مثل هذا الشاب مع الصيام ترى منطقاً آخر. فما أن يحين أذان الفجر حتى يمسك مباشرة عن الطعام ولو كان ما بيده شربة أو لقمة لأنه استيقظ متأخراً. ويبقى عند مائدة الإفطار ولا يتجرأ على مد يده قبل أن يسمع الأذان. وهو أثناء النهار مهما بلغ به العطش والجهد لا يفكر في خرق سياج الصوم. واستباحه حماه· ألا ترى أن هذا السلوك - وهو سلوك محمود ولا شك - يدل على أنه يملك القدرة على ضبط نفسه· والانتصار على شهوته؟ إن الصيام أخي الشاب يعطينا درساً أننا قادرون بمشيئة الله على ضبط أنفسنا والانتصار على شهواتنا. 

هل رأيت هؤلاء؟

هل تفضلت أخي الشاب أن تأتي إلى مسجد من المساجد ممن رزق الله إمامه الصوت الحسن المؤثر فرأيت ذاك الجمع من الشباب الأخيار؟ وقد عقدوا العزم على الوقوف بين يدي الله في تلك الصلاة ولو امتدت إلى السحر· في حين ترك غيرهم صلاة الجماعة أصلاً؟ ولو أتيت في العشر الأواخر لم تجد إلا القليل. فقد توجهوا صوب البيت العتيق يبتغون مضاعفة الأجر· وحط الوزر. في حين ترى غيرهم يقضي ليالي رمضان فيما لا يخفى عليك. ماذا لو وجه ذاك الشاب الذي يجوب الأسواق هذا السؤال نفسه· ولهم شهوات وأمامهم عوائق كما أن لي شهوات وأمامي عوائق.

ألا تطيق ما أطاقوا ؟

أخي الكريم: كثير هم الشباب الذين كانوا على جادة الانحراف· وفي طريق الغفلة· يمارسون من الشهوات ما يمارسه غيرهم· ثم من الله عليهم بالهداية· فتبدلت أحوالهم وتغيرت وساروا في ركاب الصالحين· ومع الطائعين المخبتين. وربما كان بعضهم زميلاً ذلك. فكيف ينجح هؤلاء في اجتياز هذه العقية ويفشل غيرهم؟ إن العوائق عند الكثير من الشباب عن التوبة والالتزام ليس عدم الاقتناع· بل هو الشعور بعدم القدرة على التغير أفلا يعتبر هذا النموذج مثلاً صالحاً له· ودليلاً على أن عدم القدرة لا يعدو أن يكون وهماً يصطنعه؟

قبل أن تذبل الزهرة !

لقد أبصرت عيناك أخي الكريم ذاك الذي احدودب ظهره· وصارت العصا رجلاً ثالثة له وتركت السنون الطويلة آثارها على وجهه. أتراه ولد كذلك؟ أم أنه كان يوماً من الأيام يمتلئ قوة ونشاطاً؟ ألا تعلم أني وإياك سنصبح مثله· وإن لم تتخطفنا المنية - وهذه أشد - وتزول هذه النضارة· وتخبو الحيوية· فماذا أخي الكريم لو حرصنا على استثمار وقت الشباب في الطاعة قبل أن تفقده فتتمناه وهيهات. 

وعن شبابه فيما أبلاه؟

أخي الكريم لا شك أنك تحفظ جيداً قوله صلى الله عليه وسلم: (لن تزول قدما عبد يوم اقيامة حتى يسأل عن أربع· عن عمره فيم أفناه· وعن شبابه فيم أبلاه· وعن ماله من أين اكتسبه· وفيم أنفقه). 
أخي الكريم لنفكر مالياً في واقعنا الآن فهل سنجد الإجابة المقنعة· المنجية أمام من لا تخفى عليه خافية عن هذه الفقرة (شبابه فيم أبلاه) وهل حالنا الآن مع عمر الشباب تؤهل لاجتياز هذا الامتحان. ألا ترى أن أمامنا فرصة في اغتنام الشباب والإعداد للإمتحان؟

سابع السبعة!

أخبر صلى الله عليه وسلم أنه في يوم القيامة يوم تدنو الشمس من الخلائق فتكون قد ميل· ويبلغ منهم الجهد والعرق كل مبلغ أنه في هذا اليوم هناك من ينعم بظل الله وتكريمه ومنهم (شاب نشأ في طاعة الله عزوجل) فماذا يمنع أن تكون أنت واحداً من هؤلاء؟ وما الذي يحول بينك وبين ذلك. فأعد الحسابات· وصحح الطريق· واجعل من الشهر الكريم فرصة للوصول إلى هذه المنزلة. 
ما أعظم ما تقدمه في هذا الشهر الكريم؟ 
أخي الشاب: لا شك أنك رأيت الناس وقد تبدلت أحوالهم في هذا الشهر. فالمساجد قد امتلأت بالمصلين والتالين لكتاب الله. والأماكن المقدسة ازدحمت بالطائفين والعاكفين· والأموال تتدفق في مجالات الخير. فهذا يصلي· وهذا يتلو· والآخر ينفق· والرابع يدعو. فأين موقعك بين هؤلاء جميعاً؟ ألم تبحث لك عن موقع داخل هذه الخارطة. أليس أفضل عمل تقدمه· وخير إنجاز ذتحققه التوبة النصوح وإعلان السير مع قافلة الأخيار. قبل أن يفاجئك هادم اللذات فتودع الدنيا إلى غير رجعة: فهل جعلت هذا الهدف نصب عينيك في رمضان وأنت قادر على ذلك بمشيئة الله؟

التوبة والموعد الموهوم

كثير من الشباب يقتنع من خطأ طريقه· ويتمنى التغيير· لكنه ينتظر المناسبة ألا وهي أن يموت قريب له· أو يصاب هو بحادث فيتعظ· ويهزه الموقف فيدعوه للتوبة. ولكن ماذا لو كان هو الميت فاتعظ به غيره؟ وكان هذا الحادث الذي ينتظره فعلاً ولكن صارت فيه نهايته؟ ليس أخي الشاب الإنسان في الدنيا إلا فرصة واحدة فالأمر لا يحتمل المخاطرة. 
فهلا قررنا التوبة اللحظة؛ وسلوك طريق الاستقامة للآن؟ 
إن القرار قد يكون صعباً على النفس وثقيلاً· ويتطلب تبعات وتضحيات لكن العقبى حميدة والثمرة يانعة بمشيئة الله. 

الشيخ محمد بن عبدالله الدويش

هدية الصائمين


أخي الحبيب الصائم الغالي سلام الله عليك أرسلها إلى فؤادك الطاهر و نفسك الطيبة علها تجد فيه رضا وصدى .. أسأل الله أن يجمعني بك في دار كرامته ندخل جميعا من باب الريان ونرد أنهار الجنان.
اسمح لي أخي أن أنتهز هذه الفرصة الذهبية لأقدم لك هذه الهدية الرمضانية .. ليست جوائز ولا فوازير ليست شيكات ولا تذاكر سفر .. إنما هي ذكرى للذاكرين..
أتدري أخي أنك الآن تعيش في نعمة عظيمة جدا وأن من أعظم منن الله عليك أن مدّ في عمرك حتى وصلت إلى هذه اللحظات وهذه النفحات الغالية  وهذه الأيام المباركة .. وربك إنك في نعيم عظيم لو كنت تدري .. آه لو كنت أستطيع أن أصل إلى قلبك لأخبره عن أسرار رمضان ..
قبل أيام مات لنا أخ حبيب لم يدرك هذا الشهر العظيم إنه والله مسكين وأي مسكين فارق الركب قبلنا ..
أتدري ما بداخل هذا الشهر من الأمور الغالية والفضائل البالغة و الفرص النادرة ؟؟؟
يكفي أن فيه ليلة هي خير من سبعين سنة أي أنها فرصة العمر و المحروم من حرم خيرها.. أجل ذاك والله محروم
أجل أخي ليس المحروم من حرم السيارات الفارهة والأرصدة العالية والبيوت الراقية .. لا والله.. إن المحروم من حرم خير هذا الشهر ..
قال تعالى:(قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين)
قل لي بربك ما قيمة الدنيا أمام الآخرة ؟ إن غمسة واحدة في النار يغمسها بها الله أنعم و أغنى رجل تنسيه كل نعيم ذاقه في الدنيا فيقول : لا والله يارب ما ذقت نعيما قط !!
أجل أخي الحبيب هذا موسم التجار تجار الآخرة.. هذا موسم من أراد النجاة من عذاب يوم الدين .. فهل لك أخي أن تشاركنا بهذه المساهمة و تصحبنا بهذه المبادرة لنكون غدا معا على سرر متقابلين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. 
إياك أخي إياك أن يفوتك الموسم إن الله يعرض سلعا غالية بأثمان قليلة إنه لا يريد منك عملا كثيرا ولكن يريد إخلاصا تاما لوجهه وإيمانا صادقا بوحيه.. 
أخي الحبيب إنها لحظات ظمئ وآنات جوع وركعات في خشوع وسجدات في دموع من قلب لا يرى غير الله مستحقا لهذه الأعمال الصالحة ..
أخي ماهي إلا أيام فأعمرها بالصوم الصادق والقيام القانت لتفوز بالعتق من النار .. ولتذوق لذة الذل للرحمن فتتمنى أن لو كان كل العام رمضان .. فهل من شاكر صادق في شكره لهذه النعمة العظمى!
أتدري من تكفّل بأجر صيامك إنه ربك ربك الذي رباك وغذاك وأعطاك تكفل شخصيا بأجر صيامك لأنك تركت الشهوات لوجهه (يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي .. الصوم لي وأنا أجزي به) فتصوم الجوارح عما حرم الله ويستشعر الفؤاد لذة حبس النفس عن ملذاتها لوجه الله حتى أن رائحة فم الصائم تكون عند الله أعظم من عبق المسك وأريج العود..
الله أكبر ..أي فرحة تغشى القلب عند الغروب للقيام بحق الله في صوم هذا اليوم الفضيل..إنها السعادة أخي برضوان الله · إنه الأنس بتوفيق الله · إنه طريق العتق من النار فكيف بفرحةالصائم إذا لقي الله .. فالبدار البدار..
غدا تقول مضى رمضان ويالتني ..وياحسرتاه .. من الآن أخي الحبيب فاعمل أخي إن صمت لله فقد وعدك بالغفران والريان والعتق من النيران ولكن أتدري ما حقيقة من صام لله؟
الصوم لله يوم أن تصوم جوارحك عن الحرام · يوم تصـــــوم عينـــــــك عن الحرام وأذنك عن الحرام وقلبك عن كل لذة حرام ..أجل كيف لا والشياطين مســــــــجونة  ومردة الجن  مكبلة بالسلاسل والأغلال والشهوات مجمدة وأنت أنت عبد لله لست عبد شهوتك ولا لذتك وإلا فقل لي :   بربك كم صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش .. قل لي:بربك نضحك على من ؟؟
قال الرسول عليه السلام : {من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه}
تذكر أن عين الله لا تنام وإن نامت عيون البشر وتذكر أن الله يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ..
 فاسع ليراك  حيث دعاك وليفقدك حيث نهاك .. وسلام عليك يوم تصوم وحين تقوم لله رب العالمين

أخ ناصح لكم 

 

 أدعية القيام

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ... وبعد ،

أخي الحبيب ... أختي المسلمة

هذه هي الرسالة الرابعة من رسائل رمضان وهي استجابة لطلب بعض الأخوة الكرام وذلك بجمع ما ثبت من أدعية وأذكار الركوع والسجود والجلسة بين السجدتين وغيرها ليسهل على المصلين حفظها وترديد بعضها في صلاة القيام والتهجد .. وخاصة في ليالي العشر الأواخر .. التي يٌطيل المصلون فيها الركوع والسجود بين يدي رب العالمين .. نسأل الله القبول .

وقد يكون البعض لا يعرف هذه الأذكار .. أو يصعب عليه جمعها أو يدعو بما لم يثبت .. والأولى الاقتصار على ما ثبت .. ليحصل لك أجر الدعاء والذكر مع أجر الاقتداء والمتابعة .. ولك أخي الحبيب أن تنوع فتذكر هذه تارة وتلك تارة .. وكل ذلك ثابت عنه صلى الله عليه وسلم .. نسأل الله أن يجعلنا من المقبولين وأن يوفقنا لقيام ليلة القدر بإخلاص وصدق ليغفر الله لنا ذنوبنا إنه سميع مجيب .

أولاً : أذكار الركوع

قال صلى الله عليه وسلم ( أما الركوع فعظموا فيه الرب) [ رواه مسلم ] .

فنقول : سبحان ربي العظيم ( ثلاثاً ) أو أكثر من ذلك .. أو سبحان ربي العظيم وبحمده  ( ثلاثاً ) .

ثم تتخير من هذه الأذكار ما شئت وتنوع ... فهذه تارة وتلك تارة :

·   سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي .

·   اللهم لك ركعت، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، أنت ربي خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وما استقلت به قدمي لله رب العالمين . وفي رواية : وعليك توكلت ، أنت ربي ، خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين .

·   سبوح قدوس رب الملائكة والروح .

·   سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة .

ثانياً : بعد الرفع من الركوع

فتقول : ( ربنا ولك الحمد ) وتارة ( ربنا لك الحمد ) وتارة ( اللهم ربنا لك الحمد ) أو ( اللهم لك الحمد ) .

ثم تتخير من هذه الأدعية ما شئت : ( ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه " أو مباركاً عليه" كما يحب ربنا ويرضى ) . أو تزيد ( ملء السماوات وملء الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجَدُ منك الجد ) . أو ( لربي الحمد ، لربي الحمد ) تكررها كثيراً . أو تزيد ( اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد ، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ) .

ثالثاً : أذكار السجود

قال عليه الصلاة والسلام ( وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن - أي حري وجدير - أن يستجاب لكم ) [رواه مسلم] .

وقال : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء فيه ) [رواه مسلم] .

فنقول سبحان ربي الأعلى ( ثلاثاً ) أو تكررها كثيراً أو سبحان ربي الأعلى وبحمده ( ثلاثاً) .

ومن الأذكار الواردة في السجود أيضاً :

·   سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي .

·   سبوح قدوس رب الملائكة والروح .

·   اللهم لك سجدت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، و أنت ربي ، سجد وجهي للذي خلقه وصوره ، فأحسن صوره ، وشق سمعه وبصره ، فتبارك الله أحسن الخالقين .

·   اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره .

·   سجد لك سوادي وخيالي ، وآمن بك فؤادي ، أبوء بنعمتك علي ، هذي يدي وما جنيت على نفسي .

·   سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة .

·   سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت .

·   اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي لساني نوراً واجعل في سمعي نوراً واجعل في بصري نوراً واجعل من تحتي نوراً واجعل من فوقي نوراً وعن يميني نوراً وعن يساري نوراً واجعل أمامي نوراً واجعل خلفي نوراً واجعل في نفسي نوراً واعظم لي نوراً .

·   اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك .

·   اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت .

رابعاً : أذكار الجلسة بين السجدتين

رب اغفر لي ، رب اغفر لي ... أو تزيد : اللهم رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني .

خامساً : أذكار سجود التلاوة

·   سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته

·   اللهم اكتب لي بها عندك أجراً ، وضع عني بها وزراً ، واجعلها لي عندك ذخراً ، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود

سادساً : إذا انتهيت من صلاة الوتر فيستحب أن تقول

سبحان الملك القدوس ( ثلاثا ) وترفع بها صوتك ، أو تد صوتك بالثالثة كما صح في الأمرين الحديث .

ثم أوصيك أخي الحبيب ، أختي المسلمة ..

بالإكثار من الاستغفار والتسبيح والتهليل والدعاء .. والابتهال والتضرع إلى الله جل وعلا بأن ينصر الإسلام والمسلمين وأن يجمع كلمتهم على الحق .. كما تدعو لنفسك وأهلك والمسلمين بخيري الدنيا والآخرة .

كما أوصيك أن تكثر من قول ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني ) وخاصة في ليالي الوتر من العشر الأواخر لاسيما ليلة القدر كما علم النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها أن تدعو بهذا في ليلة القدر .

 

وختاماً أخي الحبيب ... أختي المسلمة :

لابد من استحضار معاني هذه الأدعية والأذكار والتدبر لها عند ذكرها فإن ( الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه )[ الصحيحة 594] .

وكذا عليك باستحضار النية والخشوع عند ذكرها .. علّ الله أن ينفعنا ويرفعنا بذكره ودعائه وقبل الوداع أطلب منك أخي الحبيب ألاّ تنسى كل من شارك في هذه الرسالة بدعوة خالصة من قلبك .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ملاحظة : جميع الأحاديث التي أوردناها ثابتة إن شاء الله .

سلسلة رسائل رمضان ( ماذا تقول في ركوع وسجود القيام )

للشيخ / رياض بن عبدالرحمن الحقيل

 

 

اشتاق لعينيك بسبب و بلا سبب

تجدين صورتك هناك ..

في الجانب الأيسر من الصدر

Only God Can Judge Me

يفضل الكتابه بالانجلييزي لتصل بطاقتك

لإضافتي في الماسينجر أضف هذا الايميل

My MSN Messenger is = TheLoveBridge@hotmail.com

إضغط هنا لإرسال رساله لي :)
Send me an Email

أخبر صديق!

إسمك:

البريد الإلكتروني:

البريد الإلكتروني لصديقك:

ما تود أن تخبره به:

إطلب نسخة: 


 

© Copyright 1999 - 2001 , BuTurki® . All rights reserved.BuTurki® is a registered trademark of Saqr AlMass.